الرحمن بن يزيد بن المهلب حاضرا فصوّب قول ابن العلاء وقال: صدقته ونصحته، فوادعه سفيان وكتب بينهما كتابا على أن يقيما على هيئتهما حتى ينظرا ما يصنع ابن هبيرة والمسودة.
وبلغ الخبر أبا سلمة، فكتب إلى بلج بن المثنى بن محربة العبدي: ان قاتل سفيان سلما وإلاّ فأنت أمير البصرة، فأعلم بلج سفيان ذلك، فقال:
لا بل أقاتل سفيان، وأمسك بلج عن تولي البصرة، وكتب أبو سلمة إلى الصمّة بن دريد بن حبيب بن المهلب بعهده على البصرة، فحرّك ذلك سفيان بن معاوية تحريكا شديدا وعزم على محاربة سلم، فأرسل إلى المشارع فأخذ كل دابة وجدها، وبلغ ذلك سلما فأبرز سريره وأرسل إلى أصحابه فجاءته: قيس، وتميم، وبنو مسمع من بكر بن وائل، وأتاه تسنيم بن الحواري، واجتمع إلى سفيان أصحابه الأزد وبكر بن وائل وعبد القيس، فعقد سلم لأبان بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان على أهل العالية ومن كان من قريش وثقيف، ولعمر بن المسور بن عمر بن عبّاد على بني عمرو وحنظلة، وعمر بن المسور الذي يقول فيه غيلان بن حريث التميمي:
يا عمر بن مسور بن عبّاد … أنت الجواد ابن الخيار الأجواد
وجعل سفيان على ميمنته معاوية ابنه، وعلى ميسرته محمد بن المهلّب، وعقد لعبد الواحد بن زياد بن عمرو على طائفة من أصحابه، وصار سفيان في أصحابه إلى موضع بالبصرة يعرف بسقاية ابن برثن، وأتته بنو حنيفة، وبنو هزان من عنزة بن أسد بن ربيعة.