وخرج دريد بن الصمّة بن حبيب بن المهلب في أحسن من عدة سفيان، وقدم على سلم مدد من أهل الشام فالتقوا في يوم أربعاء، وأمر سفيان فنودي: من جاء برأس فله خمسمائة درهم ومن جاء بأسير فله ثلاثمائة، ووجه عبد الواحد بن زياد بن عمرو العتكي فحرق ظلال السوق، ووجه سلم أبان بن معاوية ومعه أميّة بن خالد بن أبي عثمان، من ولد خالد بن أسيد، وعبد الله بن عمرو الثقفي إلى ناحية من النواحي فمرّ بقوم لهم صنيع فأخرجوا فالوذج فإنه ليأكل اذ حمل على أصحابه فانهزموا، فمسح يده ووضع بيضته على رأسه وركب فهزم أولئك الذين حملوا على أصحابه وهزم أصحاب سفيان أقبح هزيمة، وقاتل سفيان سلما في يوم الخميس فهزم سفيان وأصحابه حتى خرج من باب البصرة ومعه عبد الرحمن بن يزيد بن المهلب، وقتل معاوية ابنه، وكان على الشاميين الذين أمدّ سلم بهم جابر بن توبة الكلابي، فانتهبوا دور العتيك حتى أخذوا الشاء والدجاج، وارادوا استعراض ربيعة حتى كلّم جابر فكفّهم، وصار سفيان إلى ناحية ميسان أوكسكر، وأقام سلم بالبصرة نحوا من شهرين فلما رأى علوّا من المسودة شخص عن البصرة إلى البادية واستخلف على البصرة محمد بن جعفر أحد بني نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، فكان أول من سوّد بعد سفيان بن معاوية. ولما هرب سفيان سوّد مسمع بن مالك بن مسمع الأبرص وضبط البصرة، وقدم بسام وهو والي الأهواز فأمّ بالبصرة حتى ولي سفيان بن معاوية البصرة ثانية.
ولما قدم بسام بن إبراهيم البصرة هدم دار عبد الله بن أبي عثمان وهو ابن عبد الله بن خالد بن أسيد، ودار محمد بن واسع بن عبيد بن عاصم بن