للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قد يدرك المتأنّي بعض حاجته … وقد يكون مع المستعجل الزّلل (١)

وقال له أبو أيوب كاتبه: أخّر الأمر حتى تقدم إلى شيعتك وأهل بيتك. فأنفذ المنصور كتابه مع غير عطية.

وحدثني عبد الله بن خلف الوراق عن عدة من آل حميد بن قحطبة قالوا: لما بلغ أبا مسلم موت أبي العباس كتب به إلى أبي جعفر وهو لا يعلم باستخلافه إياه، فلما أتاه أنه قد استخلفه كتب إليه: «أصلحك الله يا أمير المؤمنين صلاحا ناميا باقيا، بلغني هذا الأمر الذي أفظعني وأتاني به كتاب عيسى بن موسى مع محمد بن الحصين، إلا أنه سرّى عني الغمّ ولوعة المصيبة ما صار إليك من الأمر، فنسأل الله أن يعظّم أجرك ويحسن الخلافة عليك فيما ولاّك، وأن يبارك لك فيما قلدته، إعلم أنه ليس أحد يا أمير المؤمنين أشد تعظيما لحقك وحرصا على مسرّتك مني، والله اسأل لك السّلامة في الدين والدنيا». وكان ورود الكتاب بصفينة (٢)، ثم بعث ابو مسلم بالبيعة بعد يومين، وإنما أراد أن يرهبه.

حدثني أبو مسعود الكوفي عن اسحاق بن عيسى بن عليّ، أن أبا العباس توفي والمنصور بمكة، وأبو مسلم حاج أيضا، فقام أبي - عيسى بن علي - فخطب الناس بالأنبار فقال: «الحمد لله أهل الحمد وولّيه، ذي المجد والعظمة الكبرياء والقدرة الذي كتب الموت على خلقه وسوّى فيه بين عباده


(١) - القطامي هو عمير بن شييم، شاعر اسلامي مقل مجيد، انظر ترجمته في الأغاني ج ٢٤ ص ١٧ - ٥٠، وورد بيته هذا في ص ٢١.
(٢) - صفينة قرية بالحجاز على يومين من مكة، وعقبة صفينة: يسلكها حاج العراق، وهي. شاقة. معجم البلدان.