للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخلافة وتولاكم بالكفاية». ثم بكى وبكى الناس، فلما نزل كتب إلى عيسى بن موسى بالقدوم وكان بالكوفة فقدم الأنبار وأعطى الناس أرزاقهم، وكتب عيسى بن علي إلى أبي جعفر: «أما بعد، أصلح الله أمير المؤمنين، وأصلح به وعلى يديه، فإن أقل المصائب يا أمير المؤمنين نكاية وإن عظمت بها الرزّية وجلّ الخطب وأفظع الأمر مصيبة جبرت بحسن العوض في الدنيا وجزيل الثواب في الآخرة، وإن أمير المؤمنين أبا العباس رحمة الله وصلاته عليه كان من عباد الله الذين حتم عليهم الموت وخلقهم للفناء، فقبضه الله حميدا سعيدا قائما بالحق جميل النظر للخاصة والعامة، مشفقا عليهم، معفّيا بعدله على جور الظلمة من أهل بيت اللعنة، وبإحسانه على إساءتهم وشرارتهم، وقد استخلفك يا أمير المؤمنين بعده وجعل وليّ عهدك عيسى بن موسى بن محمد، فأعظم الله أجر أمير المؤمنين على الرزيّة الفاجعة، وبارك له في العطية الفاضلة، فلا مصيبة أجلّ من مصيبته ولا عقبى أحسن من عقباه، ورحم الله أبا العباس وغفر له وضاعف له حسناته، وجعل الله أمير المؤمنين خير خليفة وإمام، أعمله بعدل، وأقومه بحق، وأنظره لعامّة، وأحناه على خاصة بمنّه وقدرته، وقد دعوت الناس إلى بيعتك يا أمير المؤمنين، فسارعوا إليها واحتسبوا الخير فيها، حقّق الله آمالهم وبلّغهم لك وفيك أمانيهم يا أمير المؤمنين، فاشكر الله يزدك، واستعنه يعنك، واستكفه يكفك، أسأل الله لأمير المؤمنين أحسن الحفظ وأدوم العافية والسلامة في الدنيا والآخرة».

قال: وكتب رقعة أدرجها في الكتاب لم يدر ما فيها، وبعث بالكتاب مع محمد بن الحصين العبدي، فلما قرأه أبو جعفر بكى. وحمّل عيسى بن