للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأنبار، فلم يقبل مشورته لأنه من أهل الشام، وقد كان أبو جعفر خاف هذا الفعل من عبد الله فأسرع السير وأغذّه حتى نزل الأنبار فسأل عن ابن علي فأخبر أنه بحران قد صمد صمد مقاتل بن حكيم العكي لإبائه بيعته حتى يجتمع الناس، فحمد الله على ذلك، ثم بلغه أنه قد أخذه وبعث به إلى عثمان بن سراقة فحبسه بدمشق فقال: لله العكي ماذا يذهب منه.

حدثني أبو مسعود قال: لما أتى أبا جعفر خبر وفاة أبي العباس دعا إسحاق بن مسلم العقيلي، وكان قد حجّ معه، فقال له: ماذا ترى أن نصنع؟ فقال: يا أمير المؤمنين، إن كان ابن علي حازما فسيوجه خيلا تلقانا في هذه البراري فتحول بيننا وبين دار الخلافة، ويأخذنا أسراء فاقعد على دوابك فإنما هي ليال حتى نقدم الأنبار، قال: فإن هو لم يخالف؟ قال: فلا حياة به، والرأي اغذاذ السّير على حال. قال: فارتحل أبو جعفر وقدّم أبا مسلم أمامه يطوي المراحل إلى الأنبار، وندب أبا مسلم لعبد الله بن علي فسارع إلى محاربته.

حدثني محمد بن الأعرابي قال: لقيت المنصور أعرابيّة في طريقه، وقد توفي أبو العباس والمنصور مقبل إلى الأنبار، فقالت له: أعظم الله أجرك يا أمير المؤمنين في أخيك، فإنه لا مصيبة أعظم من مصيبتك، ولا عوض أفضل من خلافتك، فقال: بلى، الأجر؛ فقالت: هو لك مذخور إن شاء الله، فوهب لها ألف درهم.

وحدثني أبو مسعود قال: حجّ المنصور أمير المؤمنين في السنة التي استخلف فيها، وفي سنة سبع وأربعين ومائة أو ثمان وأربعين ومائة، وفي السّنة التي توفي فيها، وكانت وفاته بمكة.