وحدثني المدائني قال: حجّ مع المنصور اسحاق بن مسلم العقيلي، فكان عديله، فقال المنصور ذات يوم: لقد أبطأنا عن الحج وإني لأخاف فوته، فقال اسحاق، وكان فيه جفاء: اكتب في تأخير الحج إلى قدومك، فقال: ويحك أو يكون أن يؤخر الحج عن وقته؟ فقال: أو تريدون شيئا فلا يكون؟
وحدثني المدائني قال: كان أمير المؤمنين المنصور يقول: الملوك تحتمل كل شيء إلا ثلاث خلال: إفشاء السر، والتعرض للحرم، والقدح في الملك.
وحدثني المدائني قال: قال اسحاق بن مسلم العقيلي: حججت مع أبي جعفر فقال: قل للحادي احد، فقلت: يا عاصم احد، فحدا فأجاد، فقال: قل له: قد أمر لك أمير المؤمنين بألف درهم فدعا له، ثم قال: قل له احد أيضا، فأعاد فأجاد، فقال: قل له: قد أمر لك أمير المؤمنين بكسوة، فدعا له، ثم قال: قل له احد ايضا فحدا فأجاد، فقال: قل له: أمر لك أمير المؤمنين بخادم، فقلت: يا عاصم قد أمر لك أمير المؤمنين بخادم، فقال لي مسرا لقوله: بأبي أنت مسّه فلعله موعوك؟ فأعطى ذلك الذي أمر له به.
حدثني محمد بن عباد البجلي، حدثني زهير بن المسيب عن أبيه قال:
جرى عند المنصور ما كان من مداراته إياه، فقال المنصور: إذا مدّ عدوك إليك يده فإن أمكنك أن تقطعها وإلاّ فقبّلها.
وحدثني عبد الله بن صالح المقرئ قال: حدثني من أثق به قال:
كان أبو الجهم بن عطية مولى باهلة من أعظم الدعاة قدرا وغناء، وهو الذي