للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحدثني جماعة من بني العباس وغيرهم أن المنصور كان ربما علّق البواري على أبوابه في الشتاء، وقال هي أوقى. حدثني بعض ولد إسحاق بن عيسى، عن أبيه عن جده، قال: قدّمت إلى المنصور عصيدة فقال: ليس هذه بالعصيدة التي نعرف، ليعمل لنا تمرها بنواه. فلما كان الغد من ذلك اليوم حضرت غداه فأتينا بقصعة فيها ثردة صفراء وعليها عراق وأكلنا منها ثم رفعت، وأتينا بلونين فلما رفعا أتي بالعصيدة فأكل منها أكلا صالحا، وقال:

هذه هي فلما رفعت المائدة غسل يده ودعا ببخور فبخرها ثم قال: إنما فعلت هذا لأني أريد الجلوس للناس ومنهم من يقبّل يدي.

وحدثني أبو مسعود قال: قال المنصور لعبد الله بن الربيع: قد عرفتني سوقة وخليفة، فهل رأيتني كلفا بأمر مطعم أو مشرب أو ملبس؟ فقال: لا ولكني رأيتك تلذ حسن الذكر، وتنفي الضيم، وتضع الأمور مواضعها.

وحدثني الربيع بن عبيد الله بن عبد الله بن عبد المدان وأخوه زياد، وحدثني بعض ولد المنصور، أنه كان إذا ولد لرجل من أهل بيته مولود ذكر أمر له من دار الرقيق بظئر وجارية تخدمه ووصيف، وأمر لأمه بجاريتين ومائتي دينار وطيب، وإذا كان المولود انثى بعث نصف ذلك.

وحدثني أبو مسعود وغيره قالوا: قدم إسحاق الأزرق، صاحب الدار ببغداد عند القنطرة العتيقة، وهو مولى المنصور، عليه بامرأتين كان أشخصه لحملهما، إحداهما فاطمة بنت محمد الطلحية، والأخرى أمة الكريم بنت عبد الرحمن بن عبد الله من ولد خالد بن أسيد بن أبي العاص، ويقال العالية بنت عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن أسيد، فقالت له ريسانة قيّمة