نسائه: يا أمير المؤمنين ان الطلحية قد استحقبتك واستبطأت برّك وأنكرت وصاحبتها تركك الدعاء لهما، فقال: أما ترين ما نحن فيه، وكان إبراهيم بن عبد الله قد خرج بالبصرة، ثم أنشد:
قوم اذا حاربوا شدّوا مآزرهم … دون النساء ولو باتت باطهار
وقال: ما أنا بناظر إلى امرأة حتى أدري أرأسي لإبراهيم أو رأس إبراهيم لي، وكانت عليه جبة قد اتّسخ جيبها، فقيل له: لو نزعتها وغيّرتها، فقال: لا والله أو أدري أهي لي أم لإبراهيم.
المدائني قال: قال عبد الله بن الربيع الحارثي: قال لي أبو العباس ذات يوم: إني أريد أن أبايع لأبي جعفر أخي، فأخبرت أبا جعفر بذلك فأمر لي بكسوة ومال، فقلت: أصلح الله الأمير، إن لك مؤونة ولعله ان يأتيك من أنا أعذر لك منه، فأمر بردّ ذلك، وقمت فانصرفت وراح ورحت إلى أبي العباس، فدخل عليه وجلست غير بعيد، فطال تناجيهما، ثم ارتفعت أصواتهما بقول أبو العباس: بلى والله، وبقول المنصور: لا والله، ثم خرج أبو جعفر فأخذ بيدي فسألته عن تحالفهما، فقال: ليس هذا وقت اخبارك وغمز بيدي، فلما أفضى الأمر إليه وقتل أبا مسلم دخلت عليه وهو طيب النفس فقال: ألقوا لأبي الربيع وسادة، فثنيت لي وسادة وجلست، فقال: ألا أخبرك بالأمر الذي سألتني عنه يوم دخلت على أبي العباس فتحالفنا؟ فقلت: أمير المؤمنين أعلم، قال: تذاكرنا الدعوة، فقلت:
أتذكر إذ كنا نرمي وأبو مسلم يردّ علينا النبل، فقال إبراهيم: ما أكيسه ويقتله عبد الله! فقلت: بلى، قال: فأنت عبد الله وأنت تقتله، فقلت: