للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم قال: هيه، قتلت أهل خراسان وفعلت وفعلت، ثم جعلت تقول بمكة أيصلّي هذا الغلام بالناس، وألقيت نعلي من رجلي فرفعت نفسك عن مناولتي إياها حتى ناولنيها معاذ بن مسلم، وأعجب من هذا إقعادك إياي في دهليزك بخراسان مستخفا بحقي، حتى أشير عليك بخلاف ذلك، فتكارهت على تسهيل إذني وفتح الأبواب لي، ثم كتابك إليّ تبدأ بنفسك، وخطبتك إليّ أمينة بنت علي، وقولك أنك ابن سليط بن عبد الله، لقد ارتقيت يا بن اللخناء مرتقى صعبا، ثم ذمّك أخي وسيرته وقولك: إنه أوطأك العشوة، وحملك على الاثم، ثم أنت صاحبي بمكة تنادي: من أكل طعام الأمير فله درهم، ثم كسوتك الأعراب وقولك: لأتخذنكم دون أهل خراسان، وأعجب من هذا أني دفعت في صدر حاجبك، بخراسان فقلت لي أيضرب حاجبي، ردّوه عنا إلى العراق. فقال أبو مسلم: إنه لا يقال لي هذا القول بعد بلائي وعنائي. فقال: يا بن الخبيثة إنما عملت ما عملت بدولتنا ولو كان الأمر إليك ما قطعت فتيلا، ثم فتل شاربه وفرك يده. فلما رأى أبو مسلم فعله قال: يا أمير المؤمنين لا تدخلنّ على نفسك ما أرى فإن قدري أصغر من أن يبلغ شيء من أمري منك هذا المبلغ. وصفق المنصور بإحدى يديه على الأخرى، فضرب عثمان بن نهيك أبا مسلم ضربة خفيفة، فأخذ برجل المنصور فدفعه برجله، وضربه شبيب بن واج على حبل عاتقه ضربة أسرعت فيه فقال: وانفساه، ألا قوة، ألا مغيث؟ فقال المنصور:

اضربوا ابن اللخناء، فاعتوره القوم بأسيافهم، وأمر به فلفّ في مسح ويقال في عباءة وصيّر ناحية، وكان الطعام قد وضع للحرس في وقت دخول أبي مسلم فكانوا قد شغلوا به فلم يعلم أحد بمقتله. ووافى عيسى الباب