للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: فلما قدم برّه وأكرمه وهو يريد أن تمكنه الفرصة. ثم صرفه إلى منزله ليستريح.

حدثني محمد بن عباد عن أزهر بن زهير بن المسيب الضبي قال: ندم المنصور على انصراف أبي مسلم حين دخل عليه، وكان أبو أيوب المورياني أشار عليه بالاذن له، فلما أصبح غدا إلى المنصور فتلقاه أبو الخصيب فقال له: إن أمير المؤمنين مشغول فانصرف ساعة حتى يفرغ، فأتى منزل عيسى بن موسى وكان يحبه، وكان عيسى شديد التعظيم له، فدعا له عيسى بالغداء، فبينا هو على ذلك إذ أتاه الربيع، وهو يومئذ مع مرزوق أبي الخصيب، فقال له: يدعوك أمير المؤمنين، فركب وشغل عيسى بن موسى بالوضوء، وقد كان أبو مسلم قال له: اركب معي فقد أحسست بالشر، فقال له: أنت في ذمتي فتقدم فإني لا حقك. فلما صار أبو مسلم إلى الرواق قيل له إن أمير المؤمنين: يتوضأ فلو جلست، فجلس، وأبطأ عليه عيسى فجعل يسأل عنه، وأعدّ له المنصور عثمان بن نهيك، وهو يومئذ على حرسه، وعدّة منهم: شبيب بن واج، صاحب المربّعة ببغداد، وأبو حنيفة صاحب الدرب في المدينة ببغداد، ورجلين من الحرس، وقال لعثمان، إذا عاتبته فعلا صوتي فلا تخرجوا، وكان وأصحابه وراء ستر خلف أبي مسلم، فإذا أنا صفّقت فدونكم العلج. ثم قيل لأبي مسلم: قد جلس أمير المؤمنين فقم، فلما قام ليدخل نزع سيفه فقال: ما كان يصنع بي مثل هذا، فقيل:

ليس ذاك إلا لخير. وكان عليه قباء خزّ أسود وتحته جبّة خز بنفسجي فدخل فسلّم وجلس على وسادة ليس في البيت غيرها والقوم خلف ظهره، فقال:

يا أمير المؤمنين استخف بي وأخذ سيفى، قال: ومن فعل ذلك قبحه الله؟