للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحدثني المدائني قال: لما خلع عبد الجبّار كتب إلى محمد بن عبد الله بن حسن يسأله أن يتوجه إليه، أو يوجه بعض ولده، وذلك قبل خروجه وظهوره، فأراد الشخوص إليه بنفسه في أربعين من أهل بيته، فلما بلغته هزيمته رجع إلى المدينة فخرج في سنة خمس وأربعين.

قالوا: ولما قتل عبد الجبار أمر المنصور بتسيير عياله إلى دهلك (١) فسبتهم الحبشة فاشتراهم قوم من التجّار وأرادوا ادخالهم المدينة، فمنعهم عبد الصمد بن علي من ذلك، وكان عاملا للمنصور عليها، وكتب إلى المنصور يعلمه خبرهم، فكتب إليه أن اشترهم منهم، فاشتراهم وبعث بهم إلى العراق. وكان عبد العزيز أخو عبد الجبار واليا على البصرة، فلما خلع أخوه وجه المنصور أبا الخصيب مولاه فقدم به، وولى المنصور سوّار بن عبد الله بن قدامة العنبري البصرة مكانه، ثم ولاها هزارمرد، وهو عمر بن حفص بن عثمان بن قبيصة بن أبي صفرة، وجعل سوّارا على الصلاة والقضاء.

قال المدائني: وكانت بنت عبد الجبار عند روح بن حاتم بن قبيصة بن المهلب.

وقال أبو الحسن المدائني: كان يطعن في نسب عبد الجبار وكان شيعيا، وكان أخوه عبد العزيز قاصّا يرى الاعتزال، وكان له أخ يرى رأي الجماعة، فقتلوا جميعا.


(١) - دهلك: جزيرة في بحر اليمن، وهي مرسى بين بلاد اليمن والحبشة، بلدة ضيقة حرجة حارة. معجم البلدان.