على المنصور، وخطب أيضا يوم السبت، وذكر قتل المنصور من قتل من آل أبي طالب، وبكى فأبكى الناس ممن كان معه.
وناهض عبد الجبار حرب بن زياد، فقتل المدعي، وهزم عبد الجبار في عصيبة بقيت معه، وكان له دليل فغدر وفرّ عنه، ثم تفرق من معه إلا خمسة نفر ووقع في مقطنة ومعه كاتبه، فطلب وأتاه عبد الغفار بن صالح الطالقاني فقال: ألق سيفك، فألقاه، ثم أتاه الجنيد بن خالد بن هريم فحمله على برذون تركي وقد شدّت يده إلى عنقه وهو عريان قد مزق الناس ثيابه وأرادوا قتله وتسرّعوا إليه، فمنعهم حرب من ذلك وأنفذه إلى خازم وهو بسرخس، فحمله خازم إلى المهدي مع نضلة بن نعيم بن حازم، والمهدي بنيسابور، وكان المنجم معه وعدّة غيره، فأمر المهدي بقطع أيديهم وأرجلهم وقتلهم، وحمل عبد الجبار إلى المنصور، ورجع إلى الري. فلما صار عبد الجبار إلى المنصور قال له: استبقني يا أمير المؤمنين ولا تذهبن زلتي بحسن بلائي وحرمتي، وما كان مني في هذه الدولة والدعوة، فقال: يابن اللخناء قتلت نظراء قحطبة وطبخت أولياءنا طبخا، وكانت له قدر عظيمة كان أبو مسلم أصابها فكان يغلي فيها الدهن ثم يقيم الرجل من العباسية فيه حتى يتفسّخ، ثم أمر به أن تقطع يده ورجله، فقال: يا أمير المؤمنين قتلة كريمة، فقال: يابن اللخناء تركتها بخراسان، فقتل وصلب بالكوفة عند باع المختار.
وكان خلع عبد الجبار في سنة إحدى وأربعين ومائة.
وقد قال قوم ان حرب بن زياد بعث بعبد الجبار إلى المهدي، والأول أثبت.