عهد المسلمين؟ فقال: يأتيه الأمر يوم يأتيه وأنت مشغول عنه، قال: يا أبا عثمان ذكّرنا، قال: أذكرك ليلة تمخّض عن صبيحة يوم القيامة.
حدثني علي بن المأمون قال: حدّث المأمون أمير المؤمنين بأن المنصور كان يكني عمرو بن عبيد، فقيل له: ان أمير المؤمنين يكنّيك، فقال:
ما ذكرت ذلك إلا دخلتني له غضاضة، فقال المأمون: هذا باطل كان عمرو أعقل وأحلم من أن يقول هذا القول.
حدثني أبو محمد التوزي النحوي عن أبي زيد الأنصاري، قال: مشى شبيب بن شيبة ونفر معه إلى عمرو بن عبيد فقالوا له: يا أبا عثمان إن أمير المؤمنين المنصور قد قدم ولا نراه قدم إلاّ لمكانك لينظر فيما بلغه من كتاب محمد إليك فتنحّ عنه، فأطرق ثم قال: لا يكون والله ذاك حتى أقوم بما يجب لله عليّ استحياني أو قتلني. قال أبو زيد: فقال المنصور لعمرو: أبا يعت محمد بن عبد الله؟ فقال: لو قلدتني الأمّة أن اختار لها رجلا ما وجدته، فكيف أبايع محمدا؟!.
قال: وكتب أبو جعفر إلى عمرو كتابا عن لسان محمد، فلما قرأه خرقه، فطلب الرسول جواب الكتاب فلم يجبه، فألح الرسول عليه فقال:
دعونا نشرب من الماء البارد وننتقل في هذا الظل الى أن يأتي الموت، فقال أبو جعفر: هذا ثغر قد أمنّاه.
وحدثني عبد الله بن مالك الكاتب، عن الفضل بن الربيع، عن أبيه، قال: دخل عمرو بن عبيد على المنصور، ودخل رجل حسن الأدب، كأنما لم يزل مع الملوك، فأجلسه المنصور إلى جانبه فأبى إلاّ أن يجلس بين يديه، ثم قال له: إن الله واقفك وسائلك عن مثاقيل الذر من