وأدوها وأخرجوا أبان بن صدقة من محبسه. فعاد أبان إلى أبي أيوب وفي نفسه ما فيها، فكان يأتي أبا أيوب نهاره ثم ينصرف إلى منزله، فإذا كان الليل صار إلى الربيع الحاجب فأطلعه على أخبار أبي أيوب وأسراره وكتبها له فيعرضها الربيع على المنصور، فيأمره المنصور أن يمنيّه ويعده، ففطن أبو أيوب أمر أبان فوبخه وقال: ويلك يرفع عليك مخلد فتقصد لقتلي، وأنت تعلم أني داويت الجرح الذي جرحكه مخلد بمالي حتى أصلحت شأنك، اذهب عني، قال: نعم والله يا أبا أيوب ثم لا أعود أبدا، وخرج حتى أتى الربيع وكاشف أبا أيوب. ومرض أبو أيوب فاستمكنوا منه، فأرسل المنصور ابنه صالحا المعروف بالمسكين إلى أبي أيوب يعوده التماسا لأن يصله، فأرسل أبو أيوب إلى خالد أخيه: ابعث إليّ بمائة ألف درهم لصالح، فلم يفعل، فانصرف صالح وقد أبطأ على المنصور فسأل عن سبب إبطائه فأخبر به، فبعث إلى خالد فأتي به فأمر بخنقه فخنق حتى بال، ثم أمر به فحبس، وطلب كل من عنده مال لأبي أيوب وأهل بيته، ومن كان منه بسبب، فتتبع التجار وغيرهم وحبس أبو أيوب في دار، ثم حمل إلى السجن وهو مريض فمات فيه.
ويقال إن أخا السجّان كان مع خالدا أخي أبي أيوب بالأهواز فضربه ضربا مرض منه ومات، فوضع السجّان على وجه أبي أيوب مرفقة غمّه بها حتى مات، فلما مات أبو أيوب أخرج أخوه خالد من محبسه وهو مقيد على حمار حتى صلى عليه ودفن، ثم ردّ إلى الحبس واستودي آل أبي أيوب وعذّبوا، وخرج المنصور إلى الشام وقد استخلف المهدي بمدينة السّلام فأمره باستيداء آل أبي أيوب من كان له ولهم عنده مال وديعة، فسألوه أن يكفلهم