للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والي دستبى وقد جمع له جمعا فهزمه سنفاذ، وأقبل صاحب قومس يريده، فوجه إليه سنفاذ خيلا فهزمها، ثم لقيه سنفاذ فهزمه إلى قومس، فوجّه المنصور جهور بن مرار العجلي لمحاربة سنفاذ، فلما صار إليه حضّ أصحابه على الصبر فقال: إنكم تريدون قتال قوم يريدون محق دينكم وإخراجكم من دنياكم، فلما التقوا وعدوّهم اقتتلوا قتالا شديدا، فهزم الله سنفاذ ومن معه ونادى جهور بالنهي عن التعرض للغنيمة قبل الاثخان، فقتل من أصحاب سنفاذ زهاء ثلاثين ألفا وحوى المسلمون عسكرهم. وهرب سنفاذ إلى الأصبهبذ بطبرستان ومعه أخوه في عدّة يسيرة، فقتلهما صاحب طبرستان وتقرب برأسيهما إلى جهور وصلب جثتيهما.

وكان عمر بن العلاء جزارا بالري فجمع جمعا حين قدم جهور وقاتل معه سنفاذ، فقال له جهور: من أنت؟ قال: رجل خرجت متطوّعا، فأبلى وعظم غناؤه، فأوفده جهور إلى المنصور وكتب يحمده ويثني عليه فقوّده المنصور وعظم شأنه عنده ثم ولي طبرستان فاستشهد بها، وكان بعده موسى ابنه ومحمد بن موسى مع السلطان.

قالوا: وكان جهور شجاعا سخيا فقسم ما صار إليه من مال سنفاذ على الجند، فكتب المنصور إليه يخوّنه وعزله عن الري، وولاها مجاشع بن يزيد الضبعي وكان على شرطة عيسى بن موسى بالكوفة، فلما قدم الري أبى جهور أن يسلم إليه العمل فكلمه فأمر به فضربت عنقه وبعث إلى المنصور برأسه وأظهر الخلع، فوجّه المنصور اليه هزارمرد، ثم محمد بن الأشعث في قواد منهم شبيب بن واج فاجتمعوا بأصبهان، فوجّه إليهم جهور، زبارة البخاري فلقوه فكسروا عسكره وفضوه ورجع إلى الري جريحا، وسار جهور