المنصور يحب صالحا ويقول: هذا ابني المسكين، ويأمر الناس أن يهبوا له ويعرضه للجوائز ويقول: هذا لابني المسكين، فسمّي المسكين.
وحدثني عبد الله بن مالك عن المبارك الطبري قال: لما بايع المنصور للمهدي كتب إلى اسماعيل بن علي، وهو عامله على واسط ونواحيها في ذلك، فكتب إليه يذكر بيعة عيسى بن موسى وما في عنقه منها، فكتب إليه المنصور في القدوم فأقبل حتى نزل كلواذى فلم يلقه من أهل بيته أحد، ثم أرسل إليه المنصور في الدخول فلما صار إليه برّه وأدنى مجلسه، ثم قال له:
ما بالك تلوّيت وتثنيت في بيعة ابن أخيك؟ قال: ظننت أن الكتاب الذي أتاني كان اختيارا، فإن كان عزما بايعت، قال: فبايع فقد بايع أهل بيتك والناس، وبسط له يده فبايعه، وصار إلى المهدي فبايعه.
وحدثت أنه لما بويع للمهدي بعث المنصور، الأعلم الهمداني ببيعته إلى الحجاز، فخطب بمكة على منبرها فقال في خطبته: وقد بايع أمير المؤمنين لمحمد ابن أمير المؤمنين، وهو عباسي النسبة، يثربي التربة، حجازي الأسرة، شامي المولد، عراقي المنبت، خراساني الملك، يملك فلا يأشر، ويقدر فلا يبطر، إن سئل أعطى وإن سكت عنه ابتدا، جاءت به الروايات وظهرت فيه العلامات وأحكمته الدراسات، في كلام كثير.
وحدثني المدائني قال: لما بويع المهدي أمير المؤمنين جعل الناس يدخلون عليه فيسلمون وقد جلس لهم، فكان فيمن دخل عليه شبيب بن شيبة التميمي، فلما خرج من عنده سئل فقال: رأيت الداخل راجيا والخارج راضيا.