للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

موسى وليّ عصا الخلافة بعده … جفّت بذاك مواقع الأقلام

موسى الذي عرفت قريش فضله … ولها فضيلتها على الاقوام (١)

وقال قوم من ولد موسى بن عيسى: أمر المنصور بعيسى فخنق بحمائل سيفه فخلع وضمن له المنصور رضاه، فوفى له به.

وحدثني أبو مسعود قال: خرج، في ولاية عيسى بن موسى للمنصور الكوفة رجل يكنى أبا الخطاب وكان رافضيا مسرفا يدّعي علم الغيب، وكان جعفر بن محمد يقول: كان أبو الخطاب يأتيني ويخرج من عندي فيكذّب عليّ ويقول إن السلاح لا يعمل فيّ، فوجه عيسى من حاربه فقتله وأصحابه وأراحني الله منه.

وفي أبي الخطاب يقول الشاعر:

أو مثل أصحاب أبي الخطاب … القائل الزور العمي الكذاب

قال لهم وقوله فضّاح … ما أن يحيك فيكم السلاح

فصدقوه للعمى والحين … وربما صدّق أهل المين

فأصبحوا قتلى ذوي غرور … بقوله والويل للمغرور

وحدثني أبو مسعود قال: أراد المنصور أن يبايع لصالح المسكين بعد المهدي ويجعل عيسى تاليا، فركب المهدي إلى عيسى بن علي فقال له: يا عم قل لأمير المؤمنين أنشدك الله أن تحملني على قطيعة أخي وعقوقه فإنك إن فعلت فعلت، وإن كنت لا بدّ مولّيه فقدّمه قبلي لتبقى الخلافة لعقبي، فأدّى قوله إليه فأعفاه من ذلك وقال: صدق ابني لو فعلت لفعل. قال: وكان


(١) - ليست في شعر مروان بن أبي حفصة المنشور في القاهرة ١٩٨٢.