للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولكني فكرت فقلت: أولى ما سمي به ساحر لأنّ الساحر يفرّق بين المرأة وزوجها، والأخ وأخته، فنادوا بمكة: إنّ محمدا ساحر. فنزلت فيه:

﴿ذَرْنِي وَ مَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً﴾ إلى قوله ﴿تِسْعَةَ عَشَرَ﴾ (١) فقال أبو الأسدين، واسمه كلدة بن أسيد بن خلف الجمحي: أنا أكفيكم خمسة على ظهري، وأربعة بيدي، فاكفوني بقيتهم، فأنزلت: ﴿وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النّارِ إِلاّ مَلائِكَةً وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلاّ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا﴾ (٢).

- وقال الوليد: لئن لم ينته محمد عن سبّ آلهتنا، لنسبنّ إلهه، فقال أبو جهل: نعم ما قلت، ووافقهما الأسود بن عبد يغوث، وهو ابن خال رسول الله . فنزلت: ﴿وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ (٣).

- قالوا: واعترض الوليد بن المغيرة رسول الله . ومع الوليد عدّة من قريش. منهم الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى، والعاص بن وائل السهمي، وأمية بن خلف. فقالوا: «يا محمد، هلم، فلنعبد ما تعبد، وتعبد ما نعبد، فنشترك نحن وأنت في الأمر. فإن كان ما تعبد خيرا، كنا قد أخذنا بحظنا، وإن كان ما نعبد خيرا، كنت قد أخذت بحظك». فأنزل الله ﷿ سورة ﴿قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ﴾. يقول: قل لهم، ﴿لا أَعْبُدُ﴾ الآن ﴿ما تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ* وَلا أَنا عابِدٌ﴾ أبدا ﴿ما عَبَدْتُّمْ * وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ﴾ أبدا ﴿ما أَعْبُدُ* لَكُمْ﴾ كفركم ﴿وَ لِيَ﴾ (٤) إيماني.


(١) - سورة المدثر - الآيات:١١ - ٣٠.
(٢) - سورة المدثر - الآية:٣١.
(٣) - سورة الأنعام - الآية ١٠٨.
(٤) - سورة الكافرون - الآيات:١ - ٦.