للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فردّ رعيلها حتى ثناها … باسمر ما يرى فيه التواء

وقال اسحاق بن مسلم: لقد سبرته فوجدته بعيد الغور، وعجمت عوده فوجدته صلب المكسر، ولمسته فوجدته خشن الملمس، وذقته فوجدته مرّ المذاق، وإنه ومن حوله لكما قال ربيعة بن مكدم:

سما لي فرسان كأنّ وجوههم … مصابيح تبدو في الظلام زواهر

يقودهم كبش اخو مصمئلّة … حليف سرى قد لّوحته الهواجر

وقال عبد الله بن الربيع الحارثي: هو والله ليث خيس شرس، وللأقران مفترس، وإنه لكما قال أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب:

فإن لنا شيخا إذا الحرب شمّرت … بديهته الإقدام قبل التزاحف

أخو الحرب قد عضت به فتفللت … نواجذ من أنيابها في المزاحف

وحدثني الحرمازي قال: لما مات جعفر الأكبر ابن المنصور اشتدّ جزعه عليه، فلما قبر وسوّي عليه التراب قال: يا ربيع كيف قال مطيع بن إياس في يحيى بن زياد؟ فأنشده:

يا أهل بكّوا لقلبي القرح … وللدموع الذوارف السّفح

راحوا بيحيى فلو تطاوعني الأق … دار لم يبتكر ولم يرح

يا خير من يحسن البكاء له الي … وم، ومن كان أمس للمدح

أعقبت حزنا من السرور وقد … أدلت مكروهنا من الفرح

قال: فبكى المنصور وقال: صاحب هذا القبر أحقّ بهذا الشعر.

وحدثني بعض مشايخنا أن المنصور قال للمهدي: يا بنيّ، استدم النّعمة بالشكر، والقدرة بالعفو، والطاعة بالتألّف، والنصر بالتواضع لله والرحمة للناس.