الناس، ثم عرف عيسى بن موسى القصة بعد ذلك فقال لعيسى بن علي:
أنت الفاعل ما فعلت.
حدثني حفص بن عمر عن الهيثم بن عدي قال: عرض للمنصور اختلاف، فكان يحتاج إلى الخلاء في اليوم الخمس مرات وأكثر، ثم أسرف ذلك حتى كان يقوم في اليوم والليلة خمسين مرّة، فتوفي بعد التروية أو قبله بيوم، وفرغ من جهازه عند العصر، وصلى عليه عيسى بن موسى، ويقال عيسى بن علي، ويقال إبراهيم بن يحيى بن محمد بن علي، وهو ابن أخيه، وهو قائم بالموسم عامئذ، ولم يغطّ رأس المنصور لانه كان محرما ودفن عند بئر ميمون بن الحضرمي.
وكان المنصور لما بلغ ثلاثا وستين سنة يقول: إنه كان يقال لهذه السنة داقّة الاعناق، قبض بها رسول الله ﷺ، وأبو بكر، وعمر رضي الله تعالى عنهما، فقبض وله أربع وستون سنة.
وقال الواقدي: دفن المنصور في شعب نافع الخوزي في المقبرة التي تطل عليها ثنية المعلاة، وهي التي صلب عليها عبد الله بن الزبير، ونزل في حفرته عيسى بن علي، والعباس بن محمد، وعيسى بن موسى، والربيع، ويقطين، والريان مولاه، وجعل في صندوق وأطبقت عليه ألواح، وتوفي وله أربع وستون سنة إلا أيّاما.
وحدثني عمرو بن عيسى أبو مسعود قال: توفي المنصور بمكة في سنة ثمان وخمسين، ودفن بين الحجون، وبئر ميمون بن الحضرمي، وصلى عليه إبراهيم بن يحيى بن محمد بوصيّة منه، وكان يوم توفي ابن أربع وستين سنة،