قلت: لا، قال: أنت هو ولكني كرهت أن أخبرك بذلك فاتّق الله وانظر كيف تكون طاعتك للمهدي.
وحدثني علي بن أمير المؤمنين المأمون، قال: سمعت المأمون يحدّث عن عصيمة سرية المنصور، وكانت معه في حجته التي توفي فيها، أنها قالت: ما زال يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حيّ لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ﷺ، ثم يعيد ذلك ويهلل ويكبر ويلبّي حتى قبض، فغمضه الربيع وشدّ لحيته بعصابة ثم قال: والله لأملأنّ سيفي مّمن صاح حتى أحكم ما أمرني به مولاي. فخرج إلى الناس فأحكم ما أراد.
قال، وقالت عصيمة: كان المنصور في تسبيحه وتهليله وتشهيده فكلمته فقال: كفي عني ساعة، فما قطع ذلك حتى شخص.
حدثني عبد الله بن مالك الكاتب عن جماعة ممن حضر وفاة المنصور بمكة قالوا: خرج الربيع إلى من حضر من بني العباس وغيرهم فقال: إن أمير المؤمنين يأمركم بتجديد البيعة للمهدي، فقال عيسى بن موسى: أحبّ أن أسمع ذاك من أمير المؤمنين، فدخل ثم خرج فقال: عند أمير المؤمنين حرمه وهو لا يسترهنّ من عمه عيسى بن علي فليقم فيدخل عليه ويخبركم عنه بما أعلمتكم، فقال عيسى بن موسى: لا بأس قم يا عم، فقام عيسى فدخل فقال له الربيع: إن أمير المؤمنين قد قضى وكان أمر بتجديد البيعة للمهدي وأنا أريد تجديدها وأنت أعلم، فخرج عيسى بن علي إلى عيسى بن موسى فقال:
يأمرك أمير المؤمنين بتجديد البيعة، فبايع عيسى بن موسى للمهدي وبايع