للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتخونه الأيام حتى … لا يرى شيئا يسرّه

كم شامت بي إن هلك … ت وقائل لله درّه

قال العمري: وقرأت هذا الكتاب بعد عند قوم من الكتّاب فوجدتهم قد كثّروه.

حدثني عزّون بن سعد مولى الأنصار، عن أبيه سعد بن نصر، قال: حج المنصور سنة ثمان وخمسين ومائة فودّع المهدي فقال: «يا أبا عبد الله إني ولدت في ذي الحجة، ووليت الخلافة في ذي الحجة، وقد هجس في نفسي أني أموت في ذي الحجة من سنتي وذلك حداني على الحج، فإذا أفضى إليك الأمر فإن استطعت أن تكون حديثا حسنا فافعل».

وحدثني عبد الله بن مالك وغيره عن الفضل بن الربيع عن أبيه قال:

إني لمع المنصور في حجته التي توفي فيها، فلما دنا من مكة اشتد به الوجع فقال ذات ليلة وأنا زميله، أنزلني، وكانت به خلفة (١) فعدلنا به عن الطريق فأنزلناه، فأبطأ ثم أقبل متكئا على رجلين من مواليه، وأبو العباس الطوسي، والمسيب بن زهير مع وجوه أهل خراسان وقوف، فقلت:

يا أمير المؤمنين أبطأت فهل حدث شيء؟ فقال: أنا صالح، وصاح بي فلما صرنا في المحمل قال: ويحك أترى هؤلاء الخراسانية وهم هم وتسألني عن هذه المسألة؟! أتذكر رؤياي التي أخبرتكم بها، إني رأيت كأنّ الكعبة انصدعت فجئت بحبل فضممتها به حتى التأمت ثم دفعت الحبل إلى رجل من مواليّ لم أسمّه لكم، فقلت له: شد، أفتدري من مولاي ذلك؟


(١) - أخذته خلفه: كثر تردده إلى المتوضا. القاموس.