للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا القصير، قتله وحشي بن حرب الأسود عبد جبير بن مطعم؛ وذلك أن جبيرا ضمن له إن أصاب رسول الله أو حمزة أو عليا أن يعتقه، ويقال إنه كان مولاه ولم يكن عنده فجعل له جعلا، ويقال إنه كان عبدا لطعيمة بن عدي.

وروي أن وحشيا كان عبدا لابنة الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف، وكان أبوها قتل يوم بدر فقالت له: إن قتلت أحد هؤلاء الثلاثة فأنت عتيق، فلما قتل حمزة عتق. ويقال إن هندا بنت عتبه أم (١) معاوية قالت لوحشي: إن قتلت حمزة أو عليا فلك حكمك، فلما قتل حمزة أعطته سلبها وما كان عليها من حلى، وزادته على ذلك، وكانت في رجليها خواتيم فدفعتها إليه.

وروي أيضا ان حمزة لما قتل سباعا وأكبّ ليأخذ درعه سقط في جرف فرماه وحشي بمزراقه فوقع في ثنّته (٢) حتى خرج من بين رجليه فقتله، ثم شقّ بطنه وأخرج كبده فجاء بها إلى هند فمضغتها ثم لفظتها، وجاءت فمثلت به واتخذت مما قطعت منه مسكتين (٣) ومعضدين وخدمتين (٤) فقدمت بذلك وبكبده إلى مكة، فسميت آكلة الاكباد.

وعمد معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن امية إلى حمزة فجدع أنفه فقتل على أحد بعد انصراف قريش، وليس له عقب إلا عائشة بنت معاوية أم عبد الملك بن مروان.


(١) - بالأصل: بنت وهو تصحيف صوابه ما أثبتناه.
(٢) - في هامش الأصل: الثنة ما بين السرة والعانة.
(٣) - المسك: الأسورة والخلاخيل. القاموس.
(٤) - أي خلخالين. القاموس.