شارف، فنظر حمزة إليها وهو يشرب وذلك قبل تحريم الخمر وقينة تغنيهم، فقالت القينة:
الا يا حمز للشّرف النواء … وهن معقّلات بالفناء
ضع السكين في اللبات منها … فضرجهن حمزة بالدماء
وعجّل من أطايبها لشرب … كرام من طبيخ أو شواء
فقام حمزة إلى الشارف فنحرها وجبّ سنامها، فشكا علي ذلك إلى رسول الله ﷺ وبكى، فقال حمزة: لقد أنكرت غير منكر، ومتى لم أكن لك سيّدا!.
قالوا: وحمل حمزة لواء رسول الله ﷺ في غزاة بني قينقاع ولم تكن الرايات يومئذ، وكان اللواء ابيض.
وحدثني عبد الله بن أبي أميّة عن إبراهيم بن سعد عن أبيه قال: قال أمية بن خلف الجمحي لعبد الرحمن بن عوف يوم بدر: يا عبد الإله من المعلم بريش نعامة في صدره؟ قال: ذلك حمزة عم رسول الله ﷺ، فقال: ذاك الذي فعل الأفاعيل. قالوا: وبارز حمزة يوم أحد أبا نيار سباع بن عبد العزى بن نضلة بن عمرو بن غبشان الخزاعي، وكانت أمه قابلة بمكة، فقال له حمزة: هلمّ إليّ يابن قطّاعة البظور، فقتله حمزة وأكبّ ليأخذ درعه فزرقه وحشي فقتله.
وقال الكلبي والواقدي: أم انمار بنت سباع هذا هي مولاة خباب بن الأرت.
واستشهد حمزة ﵁ يوم أحد على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة، وهو ابن تسع وخمسين سنة؛ وكان رجلا ربعة ليس بالطويل