للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بأبي أزيهر. فممن قتل بجير بن العوام بن خويلد، ولقيه باليمامة؛ وبجاد بن السائب بن عويمر بن عائذ بن عمران بن مخزوم، وكان ضرار بن الخطاب بن مرداس الفهري بالسراة، وهي فوق الطائف وهي بلاد دوس والأزد، فوثبت دوس عليه ليقتلوه بأبي أزيهر، فسعى حتى دخل بيت امرأة من الأزد، يقال لها أم جميل، واتبعه رجل منهم ليضربه. فوقع ذباب السيف على الباب، وقامت في وجوههم فذّبتهم ونادت قومها، فمنعوه لها، فلما استخلف عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، ظنت أنه أخوه. فأتت المدينة. فلما كلمته، عرف القصة، فقال: لست بأخيه إلا في الإسلام وهو غاز بالشأم، وقد عرفنا منّتك عليه، فأعطاها على أنها ابنة سبيل.

وقال الواقدي: اسمها أم غيلان، وذلك أثبت، والذي زعم أنها «أم جميل»، أبو عبيدة معمر بن المثنى. وقال ضرار بن الخطاب:

جزى الله عنا أم غيلان صالحا … ونسوتها إذ هنّ شعث عواطل

فهنّ دفعن الموت بعد اقترابه … وقد برزت للثائرين المقاتل

دعت دعوة دوسا فسالت شعابها … بعز ولما يبد منهم تخاذل

وجردت سيفي ثم قمت بنصله … وعن أي نفس بعد نفسي أقاتل (١)

وقيل إنّ أم غيلان هذه كانت مولاة للأزد ماشطة.

- وقال ابن الكلبي: ولد أبو أزيهر أبا جنادة. فولد أبو جنادة:

شميلة. تزوّجها مجاشع بن مسعود السلمي، فقتل عنها يوم الجمل.


(١) - انظر المنمق ص ١٩٩ - ٢٠٧.