للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: وكان رجل من بني الدّيل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة يقال له عقرب عسر القضاء فإذا تعلّق به غرماؤه أفلتهم وهرب عنهم وقال:

فلو كنت الحديد لكسّروني … ولكني أشدّ من الحديد

فعيّنه الفضل مالا، فلما كان قبل محله جاء فبنى على باب عقرب معلفا لحماره وأتى بشيء فبسطه، فلقي كل واحد منهما من صاحبه شرّا، فهجاه الفضل فقال:

قد تجرت عقرب في سوقنا … لا مرحبا بالعقرب التّاجره

إن عادت العقرب عدنا لها … وكانت النّعل لها حاضره

كل عدو يتّقى مقبلا … وتتّقى لسعتها دابره

إنّ عدوّا كيده في استه … لغير ذي كيد ولا نائره

قد خابت العقرب واستيقنت … أن ما لها دنيا ولا آخره

المدائني عن أبي اليقظان قال: وفد الفضل بن عباس بن عتبة على الوليد فوصله وأجازه، فقال: يا أمير المؤمنين لا تنس شارب الريح، يعني حماره، فقال: ولم لا نحملك على خير منه، قال: إن له بي حرمة وهو أحب إليّ من غيره فارزقه، فأجرى عليه في كل شهر عشرة دنانير فكان يقبضها مع رزق كان أجراه عليه؛ وكان لا ينفق على حماره شيئا إنما كان يتطلب له العلف والحشيش من الناس، فكتب بعض أهل المدينة قصة وجعلها في عنق الحمار وساقه إلى صاحب الشرطة بالمدينة، وكان في القصة:

إني بالله وبالمسلمين، فإن صاحبي يقبض رزقي ولا يعلفني منه بشيء.

حدثني عباس بن هشام عن أبيه عن أبي مسكين قال: دخل الفضل بن عباس بن عتبة على الوليد بن عبد الملك فأنشده: