أتيتك خالا وابن عمّ وعمّة … ولم أك شعبا ناطني بك مشعب
فصل واشجات بيننا من قرابة … ألا صلة الأرحام أدنى وأقرب
وكان عند الوليد، الحارث بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط الدعيّ، فهمس إلى الوليد فيه بشيء، فقال الفضل: يا أمير المؤمنين إن نوحا ﵇ حمل في سفينته من كل زوجين اثنين ولم يكن معه فيها دعيّ، فامتقع لون الحارث واطرق.
وحدّثت عن المسيّبي أنه قال: دخل الفضل بن عباس بن عتبة على الوليد بن عبد الملك، وعنده عبّاد بن زياد، وكان بينه وبين عمر بن عبد العزيز شيء، فأنشد الفضل شعره الذي يقول فيه:
ولم أك شعبا ناطني بك مشعب
فقال عبّاد: ينبغي والله يا أمير المؤمنين أن توصل رحمه، فقال عمر بن عبد العزيز:
النخس يكفيك البطيء المحثل (١) …
المدائني قال: لما مات الوليد بن عبد الملك، وقد كان مسيئا إلى أخيه سليمان، وفد الفضل إلى سليمان ورثى الوليد فقال:
امرر على قبر الوليد فقل له … صلى الإله عليك من قبر
يا واصل الرحم التي قطعت … وأصابها الجفوات في الدهر
فقال سليمان: يصل رحمك ويقطع رحمي؟ ثم أمر به فوجئت عنقه وأخرج من بين يديه.
(١) - أي أن الحث يحرك البطيء الضعيف ويحمله على السرعة. مجمع الأمثال للميداني - ط. القاهرة ١٩٥٩ ج ٢ ص ٣٤٦.