للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المدائني عن أبي سليمان العنبري قال: قال معاوية لأبي هوذة بن شمّاس الباهلي: لقد هممت أن أحمل جمعا من باهلة في سفينة ثم أغرقهم، قال:

إذا لا نرضى بعدّتهم من بني أميّة، فقال: اسكت أيّها الغراب الأبقع (١)، قال: إنّ الغراب ربّما درج إلى الرخمة حتى ينقر دماغها ويقتلع عينيها، فقال يزيد: اقتله يا أمير المؤمنين، قال: مه؛ ثم إنّ معاوية وجّهه بعد في سريّة فقتل، فقال معاوية ليزيد: يا بنيّ هذا أخفى.

حدثني عبّاس بن هشام الكلبي عن أبيه عن جدّه قال: دخل سعد بن أبي وقّاص على معاوية فقال: السّلام عليك أيّها الملك، فضحك معاوية وقال: ما كان عليك يا أبا اسحاق رحمك الله لو قلت أمير المؤمنين، فقال: أتقولها جذلان ضاحكا؟! والله ما أحبّ أنّي وليتها بما وليتها به.

المدائني عن سحيم قال: قال معاوية: لو وزنت بالدنيا لرجحت بها، ولكنّي وزنت بالآخرة فرجحت بي.

المدائني قال: قال معاوية: من كتم سرّه كان الخيار له، ومن أفشاه كان الخيار عليه.

حدثني منصور بن أبي مزاحم عن شعيب بن صفوان قال: قدم ابن أبي عتيق (٢) على معاوية فتعذّر عليه الوصول إليه، فقال عبد الله بن جعفر:

يا أمير المؤمنين أمثل ابن أبي عتيق في سنّه وموضعه لم تصله في بلده حتى جاءت به الحاجة إليك؟!


(١) - قال له هذا لأنه كان به برص.
(٢) - عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وكان الصديق يسمى عتيقا لجماله.