للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: عزّ والله عليّ، لو علمت بمكانه لكنت إلى صلته أسرع من الماء إلى قراره، ثم أعطاه مالا وقضى حوائجه.

وقال هشام بن عمّار: قال معاوية لعمرو بن العاص: من للعراق؟ قال: رجل رفيق لا يهمطهم (١) في الجباية ولا يعنف عليهم في الرعاية، يحلب فيهم حلب الشاة العزوز، يعني الضيّقة الإحليل.

المدائني قال، قال معاوية: إنّي لأرفع نفسي عن أن يكون ذنب أعظم من عفوي، وجهل أكبر من حلمي، وعورة لا أواريها بستري، وإساءة أكبر من إحساني.

وحدّثني هشام بن عمّار عن أبيه قال، قال معاوية: أنا أعرف أغلى شيء في السوق وأرخصه، أعلم أنّ الجيّد رخيص والرديء غال.

قالوا: وقدم زياد على معاوية فقال مضحك لمعاوية: ألا أمازح زيادا؟ قال: شأنك، فقال: يا أبا المغيرة أيسرّك أنّك من الحور العين، فقال: مه، كلّ ما دخلت به الجنّة فحسن، ويقال: إنّ زيادا افتدى جوابه بعشرة آلاف درهم.

عبّاس بن هشام الكلبي عن أبيه عن عوانة قال: قال معاوية لزرعة بن ضمرة الهلالي: ما أنزلك بين هذين الجفّين؟ قال: إنّ لنا ولهم مثلا يا أمير المؤمنين، نحن كالأير، أير شديد صادف اسكتين خوّارتين، فقال معاوية: لا يلبثان حتى يمصّا ماءه ويلينا منه ما اشتدّ واسبطرّ (٢).


(١) - همط: ظلم. القاموس.
(٢) - اسبطر: اضطجع وامتد. القاموس.