وقال معاوية للأحنف: يا أبا بحر ما المرّوة؟ قال: الفقه في الدين والعفاف وبرّ الوالدين، فقال معاوية: هو ذاك.
حدثني هشام بن عمّار عن الوليد قال: بلغني أنّ معاوية قال: العيال أرضة المال، يذهب المال ويبقى العيال، وما في الأرض تبذير إلاّ إلى جانبه حقّ مضاع.
وقال هشام: حدثني شيخ لنا قال، قال معاوية ليزيد: يا بنيّ اتخذ المعروف عند ذوي الأحساب لتستميل به مودّتهم وتعظم به في أعينهم وتكفّ به عنك عاديتهم، وإيّاك والمنع فإنّه مفسدة للمروّة وإزراء بالشريف.
المدائني قال: دخل أبو الأسود الدولي على معاوية فإنّه ليحدّثه إذ حبق، فقال: يا أمير المؤمنين أنا عائذ بالله وبسترك، ثم خرج ودخل عمرو بن العاص فحدّثه، وبلغ ذلك أبا الأسود فأتاه فقال: يا معاوية إنّ الذي كان منّي قد كان مثله منك ومن أبيك، وإنّ من لم يؤتمن على ضرطة لجدير ألاّ يؤتمن على أمر الأمّة.
المدائني قال: سمع معاوية غناء سائب خاثر عند يزيد بن معاوية فلمّا أصبح قال: من كان جليسك في ليلتك يا بنيّ؟ قال: سائب خاثر، قال:
فأخثر له فما رأيت بنشيده بأسا.
قالوا: وأدخل عبد الله بن جعفر سائبا أو بديحا على معاوية، فأخذ بحلقة باب البيت وجعل يوقّع بها ويغنّي معاوية، ومعاوية يحّرك رجله، فقال: ما هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال: إنّ الكريم طروب.