للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحدّثني الزبير بن بكّار عن عمّه مصعب بن عبد الله قال: كان معاوية يفضّل مزينة في الشعر، ويقول: كان أشعر أهل الجاهليّة زهير وابنه بعده، وأشعر أهل الإسلام معن بن أوس المزني.

حدثني عبد الله بن صالح العجلي عن ابن كناسة قال: دخلت ليلى الأخيليّة على معاوية فوصلها وأمر فأدخلت على نسائه فوهبن لها ثم قال:

أخبريني عن مضر، فقالت: قريش سادتها وقادتها وتميم كاهلها وقيس فرسانها وخطاطيفها.

المدائني عن مسلمة قال: وفد زياد على معاوية فحدا به الحادي:

قد علمته الضمّر الجياد … إنّ الأمير بعده زياد

فبلغ ذلك معاوية فغضب ولم يذكر لزياد شيئا منه، فقال يوما لحضين بن المنذر الرقاشي بحضرة زياد: يا أبا ساسان إنّ لك رأيا وعقلا، فما فرّق أمر هذه الأمّة حتى سفكت دماؤها واختلف ملأها وسفهت أحلامها؟ فقال: قتل أمير المؤمنين عثمان، فقال: صدقت، والخلافة لا تصلح لمنافق ولا ذي دعابة - يعرّض بعليّ وأنّ زيادا كان من أعوانه - ففطن زياد فقال: راجز رجز بشيء لم يكن عن أمري ولقد زجرته ونهرته، فقبل ذلك معاوية.

حدثني محمد بن سعد عن الواقدي عن ابن أبي الزناد عن أبيه قال: لما صار معاوية بالأبواء في حجّته اطّلع في بئر فأصابته اللقوة، فقال: إنّ المؤمن لبعرض خير، إمّا ابتلي فأجر، إمّا عوفي فشكر، وإمّا عوقب بذنب فمحّص، ولئن ابتليت لقد ابتلي الصالحون، ولئن مرض عضو منّي فما أحصي صحيحي، ولما عوفيت أكثر، وإنّي اليوم ابن بضع وسبعين سنة،