ومالي على ربيّ أكثر مما أعطاني، فرحم الله عبدا دعا لي بالعافية، فقال له مروان: جزعت يا أمير المؤمنين، قال: يا مروان إنّي قد رققت وذكرت ما كنت عنه عزوفا، وقد ابتليت في أحسني، وخفت أن يكون عقوبة من ربّي، ولولا هواي في يزيد لأبصرت رشدي.
المدائني عن محمد بن الحكم عن أبيه أنّ معاوية أوصى بنصف ماله أن يردّ إلى بيت المال، كأنّه أراد أن يطيب له الباقي لأنّ عمر قاسم عمّاله.
وحدثني عبّاس بن هشام الكلبي عن أبيه عن عوانة قال: قيل لعبد الله بن العبّاس إنّ الوليد بن عقبة يقول: ما رأيت أحدا أحقّ بما هو فيه من معاوية، فقال: إذا لم يقل الوليد هذا فمن يقوله.
المدائني قال، قال معاوية للنخّار العذري: أيّ العرب أكرم بعد قريش؟ فقال: بيت زرارة بن عدس، قال: فأيّهم أشجع؟ قال عبسيّ طالبك بذحل أو طالبته، قال: فأيّهم أفصح؟ قال أسديّ وصف سحابا وغيثا، قال: فأيّهم أفرس؟ قال: رجل من بني عامر يلعب على فرسه لعب الصبيّ على زحاليف الرمل، قال: فأيّهم أدهى؟ قال: أريمص (١) من ثقيف مارسته في أمر ومارسك.
المدائني عن أبي عاصم الزيادي قال: قال معاوية لمروان: من ترى للعراق؟ قال: من لا يفحّج الحلوب قبل الدرّة، ولا يدني العلبة حتى يمسح الضرّة.
(١) - يقال رمصت العين وهو البياض الذي تقطعه العين ويجتمع في زوايا الأجفان. النهاية. لابن الأثير.