للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المدائني قال: لما قدم أبو موسى للحكومة دسّ معاوية رجلا إلى عمرو ليعرف رأيه وعزمه، فأتاه الرجل فكلّمه بما أراد ممّا أمره معاوية، فعضّ عمرو على إبهامه ولم يجبه، فأتى الرجل معاوية فأخبره فقال: قاتله الله أعلمك أنّك تفرّ قارحا (١).

المدائني عن عوانة قال: قال معاوية: أشدّ العرب طعانا عن نسائهم بنو ضبّة، وأشدّ العرب بأسا بنو الحارث بن كعب، كانوا يغزون ولا يغزون.

المدائني عن عوانة قال: قدم صعصعة بن صوحان على معاوية فقال:

قدمت خير مقدم قدمت أرض المحشر، فقال صعصعة: إنّ خير المقدم لمن قدم على الله آمنا يوم القيامة، وأمّا أرض المحشر فليس ينفع الكافر قرب المحشر ولا يضرّ المؤمن بعده.

المدائني عن عبد الله بن فائد قال: قال معاوية لصعصعة: يا أهل العراق قلّدتم أمركم غلاما من النخع، يعني إبراهيم بن الأشتر، فقال: لو كان معك لقلّدته أمرك، إنّه شجاع نجيح نصيح يعلم ما يأتي ويذر، وما رأينا بعد أبيه مثله.

المدائني عن سحيم بن حفص قال: أتى معاوية رجل فسأله بالرّحم، فقال معاوية: ذكرتني رحما بعيدة، فقال: يا أمير المؤمنين إنّ الرحم شنة إن بللتها ابتلّت وإن تركتها تقصّفت، قال له: سل، قال:

مائة ناقة متبع ومائة شاة ربّى (٢)، فأمر له بذلك.


(١) - القارح من ذي الحافر بمنزلة البازل من الابل. القاموس.
(٢) - شاه ربى: شاه يتبعها وليدها.