كانت لهم همم فرّقن بينهم … إذا المقاريف عن أمثالها قعدوا
فهم رهائن للأجداث ليس لهم … من العوائد إلاّ الهامة الغرد
فقال معاوية: من كرم الحيّ بدد قبورهم.
المدائني قال: قال معاوية لعبد الرحمن بن زيد بن الخطّاب: لقد هممت بأن أولّيك الكوفة غير مرّة فما منعني من ذلك إلاّ أنّي قلت: أوليّه فيقول أنا ابن زيد بن الخطّاب أحد أبناء المهاجرين البدريّين وعمّي، الفاروق أمير المؤمنين، وأنا أحقّ بالأمر من معاوية، قال: لو ولّيتني لقلت ذلك، وأنا أقوله الآن، فضحك معاوية.
وحدثني أبو مسعود عن ابن دأب قال: نظر معاوية إلى عمر بن سعد بن أبي وقّاص فقال: ما أحد أودّ أنّ هندا ولدته غير هذا وعبد الله بن جعفر.
المدائني قال: قدم صعصعة بن صوحان على معاوية قال: نحن أهل البيضاوين (١) لم يتعبّد فيهما قطّ غير الله، ولم يضرب فيهما بناقوس، ولا كانت فيهما بيعة ولا كنيسة.
المدائني قال: قال عمرو بن العاص لمعاوية: غلبتك امرأتك، فقال: إنّهنّ يغلبن الكرام، ويغلبهنّ اللئام.
المدائني قال: ذكر الأشتر النّخعي عند معاوية، فقال رجل من النخع للذي ذكره: اسكت فإنّ موته أذلّ أهل العراق، وإنّ حياته أذلّت أهل الشام، فسكت معاوية ولم يقل شيئا.
(١) - لعله أراد أولا البيضاء وهي أرض ذات نخل ومياه دون ثاج والبحرين، وثانيا البيضاء وهي قريات برملة بالقطيف فيها نخل. المشترك وضعا والمفترق صقعا لياقوت الحموي.