للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المدائني قال: قال رجل لمعاوية: يا أمير المؤمنين البرّ أهون أم الفجور؟ فقال: هما يتنازعانك، يروح عليك أحدهما ويغدو الآخر، فأهونهما ما لم يغالب عليه هواك ونفسك.

المدائني عن عوانة وغيره قال: قال معاوية: يرحم الله أمير المؤمنين عثمان لو كان قتل الطعّانين عليه لكان ذلك خيرا له، فما الذي يقول قائلهم؟ فقال أبو الأسود: يقول قائلهم: أنكرنا منكرا فقتيلنا شهيد وحيّنا ثائر؛ فسكت معاوية.

المدائني عن عبد الله بن فائد قال: تمضمض معاوية يوما فسقطت ثنيّته فاسترجع، وشكا ذلك إلى البراء بن عازب فقال: والله ما يسرنا أنّها كانت بغيرك لعظم الأجر لك، وما بلغ رجل مبلغك من السنّ إلا زايله بعض ما كان مشتدّا منه.

المدائني عن الوقّاصي قال: قدم المسور بن مخرمة على معاوية فقال له: بلغني أنّك تنتقصني، فماذا نقمت فيه عليّ؟ هل تعلم أنّي أقاتل عدوّ المسلمين وأجبي فيئهم وأعنى بأمورهم، وأصل وافدهم؟ فقال: اللهمّ نعم، قال: فنشدتك الله أتذنب؟ قال: نعم، قال: فما جعلك أحقّ برجاء المغفرة منّي: قال: غفر الله لك يا أمير المؤمنين.

المدائني عن أبي محمد القرشي قال: ذكر عند معاوية قول حذيفة بن اليمان: إنّي لم أشرك في دم عثمان فقال: بلى لقد شرك في دمه، فقال عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث: الرجل كان أعلم بنفسه، قال معاوية:

وأنت أيضا قد شركت في دمه بطعنك عليه وخذلانك له، فقال: إنّي كنت