للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شئت أخبرناك أنّك شرّ قريش لها حيّا وميتا، قال: وكيف؟ قال: لانت لها أكنافك، وانثنت لها أعطافك، وجادت لها كفّك، وعودتها بحلمك عادة لا يحملها لها من بعدك، فأطغيت برّها وأكفرت فاجرها، فكأنّي بهم إذا فقدوا ما عوّدتهم قد ثاروا إلى القنا فعقدوا فيها خمرهم، فأصبحوا مصرّعين شائلة أرجلهم بأفواه السكك، فقام معاوية وخرجوا، فدعا آذنه فقال:

والله ما استرحت من هؤلاء إلى مستراح، ويحك أردت قوما يحدّثوني حديثا سهلا فجئتني بشيطان.

ويروى أنّ معاوية قال لسعد مولاه: إنّ جلسائي قد ثقلوا عليّ ونازعوني الكلام فأدخل إليّ غيرهم، فأدخل إليه أبا الأعور السّلمي ورجلا آخر، فجرى بينه وبين معاوية ما نسب إلى نصر بن الحجّاج، قالوا: فلمّا قال أبو الأعور: وأضحوا شائلة أرجلهم بأفواه السكك، قال معاوية: وأبو الأعور فيهم، فقال: أغضبت يا معاوية أن صدقتك؟ ذلك إلى الله فإن شاء كنت فيهم.

المدائني عن سحيم بن حفص قال: كانت لعبد الله بن الزبير أرض إلى جانب أرض لمعاوية، فاقتتل غلمان معاوية وغلمان ابن الزبير: فكتب ابن الزبير: إلى معاوية بن أبي سفيان، أمّا بعد فقد غلبتنا بحمرانك وسودانك، ولو قد التقت حلقتا البطان واستوت بنا وبك الأقدام علمت من عبد الله أنّ سودانك وحمرانك لا يغنون عنك شيئا، فقرأ معاوية الكتاب ثم رمى به إلى ابنه يزيد فقال: ما عندك؟ قال: تبعث إليه من يقتله فتستريح من حمقه وعجبه، قال: يا بنيّ له بنون وعشيرة تمنعه، إن بعثت بمائة رجل وأعطيت كلّ رجل ألفا بلغ ذلك مائة ألف، ولا أدري على من تكون