المدائني عن عبد الحميد، عن جابر بن يزيد أنّ عمرو بن العاص قال وهو عند معاوية: ما بقي من لذّتي إلا الحديث وأن يأتيني من ضيعتي ما أحب، فقال معاوية: وأنا والله كذلك، فقال وردان: ما بقي في الدنيا شيء أحبّ إليّ من حديث حسن أسمعه، أو أن يأتيني رجل في حاجة قد عيّ بها وضاق ذرعه فأفرّج كربته وأقضي حاجته، فأنال بذلك ذكرا في الدنيا وأجرا في الآخرة، فقال معاوية: أين كنّا عن هذه يا عمرو؟ قال وردان:
أنتما والله أقدر على ذلك منّي.
حدثني العمري عن الهيثم عن ابن عيّاش عن [أبي الهيثم] الرحبي قال: قال معاوية ليزيد: ما ألقى الله بشيء أعظم في نفسي من استخلافك.
حدثني عبيد الله القواريري حدثنا يحيى بن سعيد عن عمران بن حدير قال: سألت أبا مجلز عن بيع المصاحف قال: انّما بيعت في زمن معاوية، قلت: فأكتبها؟ قال: استعمل يدك بما شئت.
المدائني عن مسلمة وغيره قالوا: كتب عمرو بن العاص إلى معاوية يسأله أن يولّي عبد الله ابنه مصر بعده، فقال معاوية: أراد أبو عبد الله أن يكتّ (١) فهدر.
وروي عن عمرو بن العاص انّه قال: ما رأيت معاوية قطّ متّكئا واضعا إحدى رجليه على الأخرى كاسرا عينه يقول لمن يكلّمه: إيه إلاّ رحمت الذي يكلّمه.