السماء عاليا فأردت أن أضع منك، قال: يا أمير المؤمنين أمّا ابن عامر فقرابته منّي ومنك سواء، فلست بأحقّ به منك، فإن تطب نفسك بما عليه وإلاّ فإنّي ضامن لك ما أقرّبه، وأمّا ابنتك فإنّ أخت زوجها عمرو بن عثمان عندي، وأنا أغيرها وأمضّها فلم أكن لأنهى عمرا عن شيء أصنع مثله بأخته، وأمّا ذهابي في السماء، فأنا ابن عمّك وشرفي شرفك وزيني زينك، قال: صدقت أبا عبد الملك، فارجع إلى عملك وأزرني رملة ابنتي، فرجع مروان إلى المدينة وحمل رملة إلى معاوية، فقال: يا بنّية كيف رضاك عن عن عمرو بن عثمان زوجك؟ قالت: والله ما يزال بنو أبي العاص يتكثّرون علينا بعددهم حتى لوددت أنّ ابنيّ هذين منهم في البحر، قال: يا بنيّة إن هذا منك كبير، ولنحن كنّا أشقى بمناوأة الرجل من أن تكوني رجلا.
حدثني عبد الله بن صالح عن يحيى بن يمان عن سفيان قال: ذكر الأعمش معاوية فقال: لقد كان مستصغرا لعظيم ما يجبه به من القول الغليظ مغتفرا له إذا قيل له يا أمير المؤمنين.
حدثني محمد بن سعد الواقدي عن محمد بن راشد عن مكحول قال:
قال معاوية: ما من عدوّ إلا وأنا أقدر على مداراته واستصلاحه، إلاّ عدوّ نعمة وحاسدها، لا يرضيه منّي إلاّ زوال نعمتي، فلا أرضاه الله أبدا.
المدائني عن عبد الله بن فائد وغيره قال: أراد معاوية ابتياع ضيعة من بعض اليهود، وذكرت له، فبعث إلى صاحبها فأتي به، وهو شارب نبيذ، فلمّا رآه معاوية طمع في غبنه، فقال له: بعني ضيعتك، فضحك اليهودي