فقال معاوية: ما ترك ابن همّام شيئا، عيّرنا بالسخينة وذكّرنا أمّهاتنا وتهدّدنا وذكر أنّه لو شرب دماءنا ما اشتفى، اللهمّ اكفناه.
المدائني عن عبد العزيز بن عمران قال: قال معاوية لعبد الرحمن [بن الحكم] بن أبي العاص أخي مروان بن الحكم يا أبا مطرّف ألا أعرض عليك خيلا؟ قال: بلى، فعرض عليه أفراسا فقال: هذا سابح وهذا أجشّ وهذا هزيم، فقال معاوية: إنّ صاحبها لا يشبّب بكنّاتة ولا يتّهم بريبة، أراد عبد الرحمن قول النجاشي لمعاوية:
ونجّى ابن حرب سابح ذو علالة … أجشّ هزيم والرّماح دوان
فعّيره بالفرار يوم صفّين، وأراد معاوية تشبيب عبد الرحمن بأمرأتي أخيه مروان بن الحكم أمّ أبان بنت عثمان وقطيّة بنت بشر بن عامر بن ملاعب الأسنّة.
المدائني عن مسلمة بن محارب عن حرب بن خالد بن يزيد قال: أراد معاوية عزل مروان بن الحكم عن المدينة، فبلغ ذلك مروان فقدم على معاوية، فلم يأذن له وقال: لا آذن له إلاّ مع جماعة الناس، فقال: ما شاء الله! وتهدّده، فبلغ معاوية قوله فأذن له وتعوّذ من شرّه، فدخل فقال:
يا أمير المؤمنين علام تعزلني؟ فو الله لقد أمرّناك فما عزلناك، ووصلناك فما قطعناك، ولا حرمناك مذ أعطيناك، فقال معاوية: أعزلك لثلاث لو لم تكن إلا واحدة منهنّ لوجب أن تقتلع اقتلاع الصّمغة، قال: وما هنّ؟ قال:
أتيتني وعبد الله بن عامر في يدي وقد أقرّ لي بألف ألف درهم فانتزعته منّي، واستصرختك ابنتي على زوجها فلم تصرخها، ورأيت أنّك قد ذهبت في