للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الغوطة وقيس بن ثور الكندي وابن زمل السّكسكي يسايرانه أقبل همّام بن قبيصة النميري فأراد أن يدخل بين معاوية وبينهما، فقال معاوية:

ألا أخبركم عن صدرنا؟ قالوا: بلى، قال: إن الله بعث رسول الله فكان فضله لا يوصف ولا يبلغ حتى توفّاه الله إليه، ثم ولي أبو بكر فلم يرد الدنيا ولم ترده، ثم ولي عمر فأرادته الدنيا ولم يردها، ثم ولي عثمان فأرادته الدنيا وأرادها حتى قتل، ثم صار الأمر إليّ فو الله ما بلغ من حسن عملي ما يكون مثل سيّئ عثمان الذي قتل عليه. ثم بكى، فقال همّام بن قبيصة: ما بكاؤك من أمر أنت مقيم عليه لا تنزع عنه؟! فلم يكلّمه معاوية ومضى حتى أشرف على الغوطة فقال: أيّ بستان رجل، فقال همّام:

يا معاوية ملكت الشرق والغرب فلم تكتف بذلك حتى أردت أن تأخذ أموالنا، لا أشبع الله بطنك. فضحك معاوية ثم حرك دابّته فقال: حتى نمير تحاقّني في الغوطة.

المدائني عن علي بن سليم قال: قال عبد الله بن همّام السلولي:

فإن تأتوا ببرّة أو بهند … نبايعها أميرة مؤمنينا

وكلّ بنيك نرضاهم جميعا … وإن شئتم فعمّهم البطينا

إذا ما مات كسرى قام كسرى … نعدّ ثلاثة متناسقينا

أيا لهفا لو انّ لنا رجالا … ولكنّا نعود كما عنينا

إذا لضربتم حتّى تعودوا … بمكّة تلعقون بها السخينا

حشينا الغيظ حتّى لو سقينا … دماء بني أميّة ما روينا

لقد ضاعت رعيّتكم وأنتم … تصيدون الأرانب غافلينا