للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ﴾ (١).

المدائني قال، قال معاوية يوما للحسين: يا حسين، فقال ابن الزبير: يا أبا عبد الله أيّاك يعني، فقال معاوية: يا بن الزبير أتريد أن تغريه بي إذ سمّيته وكنيته؟! أما والله ما أولع شيخ قوم قطّ بالرتاج والباب إلاّ مات بينهما.

حدثني عبيد الله بن معاذ عن أبيه عن شعبة قال: أراد معاوية أن يدّعي جنادة بن أبي أميّة الأزدي (٢)، فقال عبد الله بن عمرو بن العاص:

سمعت النبي يقول: «لا يريح ريح الجنّة من ادّعى إلى غير أبيه»، فقال جنادة: أنا سهمك في كنانتك، فأمّا الدعوة فلا.

حدثنا العمري عن الهيثم بن عديّ حدثني ابن زغبان عن أبي المخارق قال: كنت أحمل كتب كاتب معاوية وأدخل بها معه إليه، فدخلت ذات يوم فكأنّه أعجبه منّي ما يعجب الملك من خادمه فقال لي: ويحك من أنت؟ قلت: أنا زياد مولى عبد الله بن أذينة الحارثي، قال: صاحبنا بصفّين؟ قلت: نعم يرحمه الله، ثم أقبل على كاتبه فقال: عليك أبدا بصاحبك الأوّل فإنّك تلقاه على مودّة واحدة، وإن طال العهد وشطّت الدار، وإياك وكلّ مستحدث فإنّه يستطرف قوما ويميل مع كلّ ريح.

أبو الحسن المدائني عن المغيرة بن عطيّة قال: خرج معاوية من دمشق هاربا من الطاعون، فلما كفّ الطاعون رجع إليها، فبينا هو يسير وقد قرب


(١) - سورة الأنفال - الآية:٣٢.
(٢) - بهامش الأصل: الأرحبي.