للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وانظر أهل الشام فليكونوا عيبتك وحصنك، فمن رابك أمره فارمه بهم، فإذا فرغوا فأقفلهم فإنّي لا آمن الناس على إفسادهم، وقد كفاك الله عبد الرحمن بن أبي بكر، فليس يخالف عليك غير الحسين وابن الزبير - فأمّا ابن عمر فقد وقذه الإسلام - وأمّا ابن الزبير فخب خدع، فإذا هو شخص لك فالبد له فإنّه ينفسخ على المطاولة، وأمّا الحسين فلست أشكّ في وثوبه، ثمّ يكفيكه الله بمن قتل أباه وجرح أخاه؛ إنّ بني أبي طالب مدّوا أعناقهم إلى غاية أبت العرب أن تعطيهم أيّاها، وهم محدودون.

حدثني العمري عن الهيثم بن عديّ عن عوانة قال: هجا عقيبة بن هبيرة الأسدي عمرو بن قيس الأسدي فقال:

لعمرك إنّ اللؤم خدن وصاحب … لعمرو بن قيس ما دعا الله راغب

تراه عظيما ذا رواء ومنظر … وأجبن من منزوف (١) ان صاح ناعب

شجاع على جيرانه وصديقه … وأجرأ منه في اللقاء الثّعالب

فشكاه إلى معاوية فقال معاوية: قد هجانا بأشدّ من هذا، فقال:

أرى ابن أبي سفيان يزجي جياده … ليغزو عليا ضلّة وتحامقا

وبئس الفتى في الحرب يوما إذا بدت … برازيق خيل يتّبعن برازقا (٢)

فهلمّ ندعو الله عليه، فقال: يا أمير المؤمنين، أما غير هذا؟ قال:

لا، وإن شئت هجوته.


(١) - المثل: «إنه لأجبن من المنزوف ضرطا». الأمثال لأبي عبيد ص ٣٦٧.
(٢) - البرازيق: الجماعات من الناس. القاموس.