للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدثنا بعض أصحابنا عن عمر بن بكير عن الهيثم بن عديّ قال:

دخل الحسن بن عليّ على معاوية، فلمّا أخذ مجلسه قال معاوية: عجبا لعائشة تزعم أنّي في غير ما أنا أهله، وأنّ الذي أصبحت فيه ليس لي بحقّ، ما لها ولهذا يغفر الله لها، إنّما كان ينازعني في هذا الأمر أبوك، وقد استأثر الله به، فقال الحسن: أو عجب هذا يا معاوية؟ قال: أي والله إنّ هذا لعجب: قال: أفلا أنبئك بأعجب منه؟ قال: وما هو؟ قال: جلوسك في صدر المجلس، وأنا عند رجليك، فضحك معاوية ثمّ قال: يا بن أخي بلغني أنّ عليك دينا، قال: إنّ عليّ دينا، قال: وكم هو؟ قال: مائة ألف، قال: فقد أمرنا لك بثلاثمائة ألف، ثمّ قال: مائة ألف لقضاء دينك، ومائة ألف تقسمها في أهل بيتك، ومائة ألف لخاصّة بدنك، فاقبض صلتك؛ فلمّا خرج الحسن قال يزيد: تالله ما رأيت رجلا استقبلك بما أستقبلك به، ثمّ أمرت له بثلاثمائة ألف درهم، فقال: يا بنيّ إنّ الحقّ حقّهم، فمن أتاك منهم فاحث له واحتفل.

حدثني عبّاس بن هشام الكلبي عن أبيه عن عوانة عن عبد الملك بن عمير قال: قال قبيصة بن ذؤيب الأسدي (١): ما رأيت أحدا قطّ أعلم بالله من عمر بن الخطّاب، ولا رأيت أحدا أطول بلاء في الله من عليّ بن أبي طالب، ولا رأيت أحدا قطّ أعطى من طلحة، ولا رأيت أحدا قطّ أحمل لأحد من


(١) - سيورد البلاذري بعد رواية مشابهة عن قبيصة بن جابر، وقد ترجم ابن حجر في تهذيب التهذيب لقبيصة بن جابر بن وهب الأسدي، كما ذكر قبيصة بن ذؤيب لكن الخزاعي، وكلاهما رويا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وغيره من الصحابة. تهذيب التهذيب ج ٨ ص ٣٤٤ - ٣٤٦.