كان عثمان فنال منها ونالت منه، ثمّ آتانا الله هذا الأمر والمال فأعطينا كلّ ذي حق حقّه، وفضل مال كثير عاث فيه أهل معاوية، فإن يغفر الله لهم فأهل ذاك هو، وإن يعذّبهم فأهل ذاك هم.
المدائني قال: قال معاوية لسعية بن عريض اليهودي: أنشدني مرثية أبيك نفسه، فأنشده:
يا ليت شعري حين أندب هالكا … ماذا تؤبّنني به أنواحي
ولقد حملت عن العشيرة ثقلها … ولقد أخذت الحقّ غير ملاح
وزعموا أنّ معاوية كتب إلى عليّ رضي الله تعالى عنهما: يا أبا الحسن، إنّ لي فضائل كثيرة، كان أبي سيّدا في الجاهليّة، وولاّني عمر في الإسلام، وأنا صهر رسول الله ﷺ وخال المؤمنين، وأحد كتّاب الوحي، فلمّا قرأ عليّ كتابه قال: أبالفضائل يفخر عليّ ابن آكلة الأكباد؟! يا غلام اكتب، فكتب:
محمّد النبيّ أخي وصهري … وحمزة سيّد الشهداء عمّي
وجعفر الذي يمسي ويضحي … يطير مع الملائكة ابن أمّي
وبنت محمّد سكني وعرسي … مسوط لحمها بدمي ولحمي
وسبطا أحمد ولداي منها … فأيّكم له سهم كسهمي
سبقتكم إلى الإسلام طرّا … غلاما قبل حين أوان حلمي (١)