ولا يجمل، فقال معاوية: جزاك الله على المعاونة على الحقّ خيرا، وانصرف ابن زيد فأخذ ماله.
حدثني محمّد بن سعد عن الواقدي عن ابن أبي الزناد عن أبيه قال:
خطب معاوية فقال: أيّها الناس والله لنقل الجبال الراسيات أيسر من اتّباع أبي بكر وعمر في سيرتهما، ولكنّي سالك بكم طريقا تقصر عمن تقدّمني ولا يدركني فيها من بعدي.
حدثني الحرمازي عن جهم بن حسّان قال: دخل عبد الرحمن بن سيحان على سعيد بن العاص رضي الله تعالى عنه فقال له سعيد أأنت القائل:
إنّا لنشربها حتّى تميل بنا … كما تمايل وسنان بوسنان
فقال: معاذ الله ولكنّي أقول:
عمدت بحلفي للمعالي وللذرى … ولم تلفني كالنّسي في ملتقى الحرب
إذا ما حليف الذلّ أقعى مكانه … ودبّ كما يمشي الكسير على العتب
وهصت (١) … الحصى لا أرهب الذلّ قائما
إذا أنا راخى لي خناقي بنو حرب
فقال له ابنه عمرو الأشدق: اضربه، فقال: هذا حليف معاوية؛ فلمّا لقي سعيد معاوية قال له معاوية: أأمرك أحمقك أن تضرب حليفي؟! والله لو ضربته لضربتك، فقال سعيد: اللهم غفرا، قد ضربت حليفك عمرو بن جبلة، فقال معاوية: إنّي آكل لحمي ولا أوكله؛ وكان حليفا لحرب.