حدثنا محمّد بن سعد عن الواقدي عن ابن أبي الزناد عن أبيه قال:
كان ابن سيحان المحاربي شاعرا حلو اللسان، وهو على ذلك يقارف الشراب، وكان نديما للوليد بن عتبة، فخرج يوما سكران، فدسّ مروان من غلمانه من أخذه وكان له عدوّا وللوليد بن عتبة، فلما رأى الوليد أنّ مروان إنما أراد فضيحته ضربه الحد تحسنا عند الناس بذلك، فكتب معاوية إليه: من عبد الله معاوية أمير المؤمنين إلى الوليد بن عتبة أما بعد: فالعجب من ضربك ابن سيحان فيما تشرب منه، ما زدت على أن أعلمت أهل المدينة أنّ شرابك الذي تشربه معه يوجب الحد. إذا جاءك كتابي فأبطل الحدّ عن ابن سيحان، وأطفه على حلق المسجد، وأعلمهم أنّ صاحب شرطك ظلمه، وأنّ أمير المؤمنين قد أبطل ذلك الظلم عنه؛ أو ليس ابن سيحان الذي يقول:
إنّي امرؤ أنمي إلى أفضل الربى … عديدا إذا ارفضّت عصا المتخلّف
إلى نضد من عبد شمس كأنّهم … هضاب أجا أركانها لم تقصّف
ميامين يرضون الكفاية إن كفوا … ويكفون ما ولّوا بغير تكلّف
غطارفة ساسوا البلاد فأحسنوا … سياستها حتّى أقرّت لمردف
فمن يك منهم موسرا يفش فضله … ومن يك منهم معسرا يتعفّف
وأمر له بخمسمائة دينار وإبل وغنم، وكتب إلى مروان يلومه على ما فعل.
وروى جرير بن عبد الحميد عن مغيرة قال: قال معاوية بن أبي سفيان: من أولى الناس بهذا الأمر؟ قالوا: أنت، قال: لا ولكن عليّ بن الحسين، أمّه ابنة أبي مرّة بن عروة بن مسعود، وأمّها بنت أبي سفيان، فيه