للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شجاعة بني هاشم، وحلم بني أمية، ودهاء ثقيف. كذا روي هذا، والثبت أنّ غير معاوية قال ذلك.

أبو الحسن المدائني قال: كان عمر بن سعد بن أبي وقاص ولي خراج كورة همذان فبقي عليه مال، فلما ولّى معاوية ابن أمّ الحكم الكوفة وقدمها أخذ عمر بذلك المال فقال له: إنّه لا سلطان لك عليّ، وكان معاوية كتب له كتابا بأنّه لا سلطان لأحد عليه غيره، فاجتمعا عند معاوية بعد وجرى بينهما كلام، فقال ابن أمّ الحكم: أنت الذي ذهبت بمال الله قبلك فقال عمر: اسكت، قال: أنت أحق بالسكوت يا أحمق، فأنا والله خير منك، قال: وكيف إنّما تعرف بأمّك وتنسب اليها كالبغل، يقال له من أبوك فيقول أمّي الفرس، وأنا أعرف بأبي وأدعى له فاسكت يا بن تمدّر، وهي جدّة له سوداء، فقالت أم الحكم، وهي من وراء الستر: أيذكر هذا منّي ما يذكر وأنت تسمع؟! فقال معاوية: من شتم الرجال شتموه، فقال ابن همّام السلولي في ذلك وسأله حاجة فلم يقضها:

لعمر أبي تمدّر ما بنوها … بمذكورين إن عدّ الفخار

فإن تفخر بأمّك من قريش … فقد ينزو على الفرس الحمار

وحدثني عمر بن شبّة عن القحذمي قال: استعدى عمر بن سعد معاوية على ابن أمّ الحكم وتظلّم منه في ولايته الكوفة حتّى تشاتما، فقال عمر: إنّما كانت أمّ الحكم مجنونة فلم يرغب فيها رجال قريش، فزوجها أبو سفيان أباك، فنادت أمّ الحكم: لا وصلتك يا معاوية رحم، فقال:

وما أصنع بك؟ ابنك جنى هذا عليك.