للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال هشام بن الكلبي والهيثم بن عديّ: كان سبب عزل معاوية ابن أمّ الحكم، وهو عبد الرحمن بن عبد الله الثقفي، أنّه قيل لمعاوية: إنّ ابن أختك خطب في يوم جمعة قاعدا، وإنّ كعب بن عجرة رآه فقال: ألا ترون هذا الأحمق وما فعل، والله يقول ﴿اِنْفَضُّوا إِلَيْها وَ تَرَكُوكَ قائِماً﴾ (١) وإنّه اشتدّ في أمر الخراج حتّى قتل ابن صلوبا، وكان صاحب شراب يشرب مع سعد بن هبّار من ولد أسد بن عبد العزّى بن قصيّ، فقال حارثة بن بدر الغداني فيه:

نهاره في قضايا غير عادلة … وليله في هوى سعد بن هبّار

لا يسمع الناس أصواتا لهم خفيت … إلاّ دويّا دويّ النّحل في الغار

فيصبح القوم أطلاحا أضرّ بهم … سير المطيّ وما كانوا بسفّار

لا يرقدون ولا تغضي عيونهم … ليل التمام وليل المدلج الساري

فبلغ الشعر خاله معاوية، وقدم أبو بردة بن أبي موسى الأشعري على معاوية فقال له: أيشرب عبد الرحمن؟ قال: لا، قال: أفيسمع الغناء؟ قال: لا، قال: فما تنقمون عليه؟ قال: إنكاره بيعة يزيد ابن أمير المؤمنين، وظنّه أنّ الفئ له وأنّه أحقّ به، قال معاوية: فما نصنع بأبيات ابن همّام (٢)؟ قال: كذب عليه، قال: أنشدني إيّاها إن كنت ترويها، فأنشده فقال معاوية: شربها والله الخبيث، وعزله وولّى النعمان بن بشير الأنصاري الكوفة.


(١) - سورة الجمعة - الآية:١١.
(٢) - وكذا والأصواب «فما نصنع بأبيات حارثة بن بدر».