للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مجتمعون، فحمد مروان الله وأثنى عليه ثمّ قال: انّ أمير المؤمنين قد أحبّ أن يزيد القرابة لطفا والحقّ عظما، وأن يتلافى ما كان بين هذين الحيّين بصهرهما، وعائدة فضله وإحسانه على بني عمّه من بني هاشم، وقد كان من عبد الله في ابنته ما يحسن فيه رأيه، وولّى أمرها الحسين خالها، وليس عند الحسين خلاف أمير المؤمنين؛ فتكلّم الحسين فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال:

انّ الإسلام دفع الخسيسة وتمّم النقيصة وأذهب اللائمة، فلا لوم على مسلم إلاّ في أمر مأثم؛ وإنّ القرابة التي عظّم الله حقّها وأمر برعايتها، وأن يسأل نبيّه الأجر له بالمودّة لأهلها قرابتنا أهل البيت (١)، وقد بدا لي أن أزوّج هذه الجارية من هو أقرب نسبا وألطف سببا، وهو هذا الغلام، وقد جعلت مهرها عنه البغيبغة (٢)؛ فغضب مروان وقال: غدرا يا بني هاشم؟! ثمّ قال لعبد الله بن جعفر: ما هذا بمشبه أيادي أمير المؤمنين عندك، فقال عبد الله: قد أخبرتك أنّي جعلت إمرها إلى خالها فقال الحسين: رويدك، ألا تعلم يا مسور بن مخرمة أنّ حسين بن عليّ خطب عائشة بنت عثمان، حتّى إذا كنّا في مثل هذا المجلس، وقد أشفينا على الفراغ، وقد ولّوك يا مروان أمرها قلت: قد رأيت أن أزوّجها عبد الله بن الزبير؟ قال مروان: قد كان ذلك، قال الحسين: فأنتم أوّل الغدر وموضعه، ثمّ نهض فقال مروان للمسور: يا أبا عبد الرحمن والله لغيظي على عبد الله بن جعفر أشدّ من غيظي على الحسين، لرأي أمير المؤمنين فيه وأياديه عنده، ولأنّ الحسين وغر


(١) - اشارة إلى قوله تعالى في سورة الشورى - الآية:٢٣ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى.
(٢) - هي عين كثيرة النخل، غزيرة الماء، وقيل هي قرية بالمدينة. المغانم المطابة.