مات وهذه أكفانه ونحن مدرجوه فيها ثمّ مدخلوه قبره، ومخلّون بينه وبين ربّه، ثمّ هو الهرج إلى يوم القيامة، فمن كان يريد أن يشهده فليحضر عند الظهر. قال هشام: وكانت أكفان معاوية في يد الضحّاك وهو يخطب؛ قال هشام: ويقال إنّ معاوية مات في أوّل رجب سنة ستّين، وكان عمره سبعا وسبعين سنة.
أبو الحسن المدائني عن أبي أيّوب عن عمرو بن ميمون قال: خرج الضحّاك حين مات معاوية فقال: إنّ معاوية أمير المؤمنين كان عبدا من عبيد الله أطفأ الله به الفتن، وبسط به الدنيا، فقد قضى نحبه، ونحن رائحون به مدرجا في أكفانه، ومدخلوه في قبره ومخلّون بينه وبين ربّه وعلمه، فإن شاء الله رحمه وإن شاء عاقبه.
حدّثني العمري عن ابن عديّ عن ابن عيّاش قال: كان يزيد بن معاوية حين مات أبوه بحوّارين، فقدم وقد دفن أبوه عند الباب الصغير بدمشق، فأتى قبره فدعا له ثمّ انصرف فخطب فقال: إنّ معاوية كان عبدا من عبيد الله أنعم عليه ثم قبضه إليه، وهو خير ممّن بعده ودون من قبله، ولا أزكّيه على الله فهو أعلم، فإن عفا عنه فبرحمته، وإن عاقبه فبذنبه، ولن أني عن طلب ولا أعتذر من تفريط، وعلى رسلكم إذا أراد الله شيئا كان.
وحدثني الحسن بن عليّ الحرمازي عن عليّ القصير عن أبي يعقوب الثّقفي قال: عزّى عطاء بن أبي صيفي الثقفيّ يزيد حين مات معاوية فقال: يا أمير المؤمنين إنّك رزئت الخليفة، وأعطيت الخلافة، قضى معاوية نحبه فغفر الله له ذنبه، ووليت الرئاسة وكنت أحقّ بالسياسة، فاحتسب